أصبحت المعلومة ألان هي المحرك الرئيسي لكافة الأنشطة والعمليات التي تتم على وجه الكرة الأرضية, وبعد تطور التكنولوجيا أصبحت للمعلومة خصائص جديدة, فقد تكون المعلومة ورقية أو شفهية ولكن ألان أصبحت المعلومة في شكل الكتروني, سرعة انتقال المعلومات تختلف ألان عن أي زمن أخر بعد ثورة المعلومات الهائلة التي حدثت على وجه الكرة الأرضية, والتي قامت بتغيير ملامح عديدة, فبفضل التكنولوجيا أصبحت المعلومة تنتقل من دولة إلى أخرى ومن قارة إلى قارة في غضون عدة ثواني, مما أدى إلى جعل العالم قرية صغيرة والذي يسمى بالعولمة, وبدأت الدول تأخذ في حسبانها ما يسمى الحرب الاقتصادية. أصبحت اقتصاديات الدول تبنى على أساس المعلومات المتاحة وكيفية استغلالها الاستغلال الأمثل.
وهذا ما اعترف به رسميا وارن كريستوفر Warren Christopher أمام مجلس الشيوخ الأمريكي في 13 كانون الثاني سنة 1993 بقولة:" يجب أن يكون الأمن الاقتصادي الأمريكي مرفوعا إلى مرتبة الأفضلية الأولى في السياسة الخارجية الأمريكية, ويجب العمل على تقدم الأمن الاقتصادي بتوفير أكبر قدر من مصادر الطاقة كما كان علية الحال في زمن الحرب الباردة". فأصبحت المعلومة سلاح الدول في هذا العصر, فمن يملك المعلومة هو الأقوى وهو الذي يسيطر, ولهذا تتنافس الدول على إيجاد المعلومة في أسرع وقت, وتتسابق الدول في إيجاد المعلومة حتى يمكنها ذلك من اتخاذ القرارات المناسبة والملائمة لاحتياجاتها ومتطلباتها المحلية والعالمية.
وعلى أثرة بدأ العالم يفكر كيف يحصل على المعلومة بشكل لحظي وسريع, فقامت جميع الدول بإنشاء وكالات وأجهزة استخباراتية وأجهزة أمنية تعمل بشكل سرى, ومن ثم بدأت الدول تشعر بالخطر على أمنها من هذه الأجهزة وعملائها المنتشرين في كل الدول بشكل متخفي, بل يكفي سيارة واحدة مليئة بالمعدات اللازمة لاعتراض المعلومات واقتحام الشبكات, وتعقب الإشعاع الصادر عن شاشات الكمبيوتر لكشف ما يفعله بعض الأشخاص في هذه اللحظة, ومن ثم نشأ صراع بين الدول وبعضها والذي يعرف بـ "حرب المعلومات"Information War.
ومع انتشار التكنولوجيا والانترنت بدأت حرب المعلومات بالظهور بشكل غير اعتيادي, فنشأ مصطلح Cyber War. ومن ثم ظهر Hackers والذين يحاولوا اختراق المواقع وأجهزة الكمبيوترHacking في سبيل الحصول على المعلومات لبيعها إلى جهات أخرى تستفيد منها.
ليس هذا فحسب ولكن كان بمقدور بعض الأفراد الحصول على معلومات غاية في السرية والأهمية وإيصالها إلى جهات استخباراتية لحساب دول معينة.
تبعا لدراسة قامت بها الجمعية الأمريكية للأمن الصناعي كلف التجسس الصناعي الشركات الأمريكية الكبرى أكثر من 45 مليار دولار في عام 99 وحده, وإمكانيات التجسس تزداد كل يوم, حيث إن تطوير الشبكات اللاسلكية وشركات الأمن المسترخية تعنى انه من الممكن لأي مقتحم الجلوس بهدوء في الحديقة وتحويل جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به إلى أداه قوية لاقتحام الكمبيوتر الخادم لشركة كبيرة وسرقه معلوماتها أو تغييرها, ولا يخفي علينا أنه في عصر المعلومات, بعض المعلومات تساوى ذهبا